كشفت دراسة رسمية تونسية عن أن 18% من الشباب التونسي يرى في عودة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي إلى الحكم ،"حلا مناسبا للمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد حاليا "في ظل حكم حركة النهضة الإسلامية وحلفائها". كما أشارت الدراسة التي قام بها المرصد الوطني للشباب، وهو مؤسسة حكومية تابعة لوزارة الشباب والرياضة التونسية، بالتعاون مع منتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية بتونس ، إلى أن "39% من الشباب التونسي يقترحون تنظيم انتخابات مبكرة ،كحل لتجاوز الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد". الحل هو الوصول لوفاق وطني وكشفت الدراسة التي شملت عينة مكونة من 2438 شابا موزعين على سبع جهات مختلفة من أنحاء البلاد، "عن عزوف الشباب التونسي عن العمل السياسي، إذ تبلغ نسبة الشباب المنخرط في الأحزاب السياسية 2.7% فقط، كما أن 81.4% من الشباب المستجوب ليس لهم حزب مفضل وليست لهم نوايا للتصويت". وقال محمد الجويلي، مدير المرصد الوطني للشباب، خلال ندوة صحفية كشف فيها عن نتائج الدراسة أن 26% من الشباب المستجوب يعتقدون أن الحل الوحيد لإنقاذ البلاد من أزمتها هو الوصول لوفاق وطني بين كل الأطياف السياسية. وكانت حالة اليأس التي تعيشها الفئات الشبابية التونسية قد دفعت بعضهم إلى تأسيس حركة تمرد التونسية أواخر يونيو/حزيران الماضي، والتي طرحت على نفسها مهمة إسقاط النظام القائم في البلاد، على حد تعبيرها. من جهته يرى المحلل التونسي عبد الستار العايدي في حديث لـ"العربية نت": أن حالة التململ التي يعيشها الشعب التونسي بعد أن تبخرت أحلامه في تحسن المستوى الاجتماعي وتوفر مواطن الشغل هي حالة طبيعية ومتشابهة في كل دول الربيع العربي. الوضع أكثر حدة لدى فئة الشباب واعتبر العايدي أن الوضع أكثر حدة لدى فئة الشباب التي قادت الحراك الثوري منذ بدايته وقدمت الشهداء وفي المقابل زاد وضعها بعد الثورة بؤسا فتزايدت معدلات البطالة والفقر وأصبح البعض يبحث له عن طريق للهروب من الحياة إما بالهجرة غير الشرعية والموت غرقا في عرض البحر أو التوجه للقتال في سوريا والموت بالرصاص. ويضيف العايدي "التنظيمات الشبابية المعارضة هي شكل من أشكال التنفيس الصحي والتي تعطي زخماً للحياة السياسية التي يقودها ساسة قد فاقوا العقد السابع والثامن، وتشكل ضغطا حقيقيا على النخب الحاكمة ورقيبا شعبيا على كل تجاوزات السلطتين التنفيذية والتشريعية". يشار إلى أن حركة "تمرّد التونسية"، كانت قد أعلنت الأسبوع الماضي عن توصلها إلى أكثر من 175 ألف توقيع، من عدة ولايات، حيث كان نصيب العاصمة تونس نحو 25 ألف توقيع، كما "يتم في الوقت نفسه يجري الإعداد لحراك شعبي على الميدان ينطلق من المناطق الفقيرة والمهمّشة باتجاه المدن المركزية، لكنها لم توضح متى سيتم ذلك وبأي طريقة"، على حد تعبيرها.
-----